فأعمال الباحثة وإن قدمت تحليلا متينا لخنوع المرأة الجنسي، إلا أنها ضيقة الأفق. فالتحيز الجنسي –مثلا- في بعض البلدان، خاصة النامية منها، يتجلى في توزيع العمل توزيعا جائرا والابتزاز. الآن لاننكر أن الإخضاع الجنسي أحد أشكال التحيز الجنسي، ولكن لضربنا في بيداء غير المعقول لو قلنا: إن جميع حالات توزيع العمل بالعدل تنبثق من التصاق الإثارة الجنسية بسلطان الرجل وخضوع المرأة. ثم لاحاجة إلى نظم جميع أنواع التحيز الجنسي في سلك واحد يعم جميع النساء، بل الحاجة إلى عدم ذلك.
فإن التحليل يصافح التجريد، ويبتعد عن الحياة والتجربة. فالنسوية التحليلة تضيق بالمناهج التي تطل على التجربة البشرية في نواحيها المزاجية والنفسية والشخصية. ولكن يرد تيار آخر على كل من هذين التيارين، وتهيب منابره إلى الذرائعية الأمريكية التي تحوي خيري التحليلية والقارية، وتسلم من شرّيهما. فهي تصل بالحياة اتصالا وثيقا تخوى منه التحليلية وهي متسلحة بالوضوح والتمييز تسلحا تعوزه القارية.
ونضيف إلى قوصرة الأسئلة ما يرتبط بتجارب المرأة وما يهمها ويقلقها فنقول:
جون لوك، على سبيل المثال، دعم حقوق المرأة في التعليم، في حين أن جان جاك روسو في كتابه إميل ركز على دور المرأة كأم وزوجة ودعا إلى تعليم النساء فقط ما يؤهلهن لهذا الدور.
التاريخ والفرد – نبيل ياسين أن تكون مُحافظًا في القرن الواحد والعشرين – مصطفى شلش أن تكون مُحافظًا في القرن الواحد والعشرين – مصطفى شلش
في القرن العشرين وما بعده، أصبح دور المرأة في الفلسفة موضوعًا رئيسيًا، وظهرت العديد من الفيلسوفات اللواتي دافعن عن حقوق المرأة والمساواة بين الجنسين.
من «ذا أتلانتيك»
مع ذلك ورغم أن هناك عددًا غير قليل من النساء اللواتي كان لهن أدوارا مميزة في المعرفة والثقافة والفكر والأدب وسواها في مراحل مختلفة من التاريخ ومناطق مختلفة شاهد المزيد من العالم، تبقى ثمّة حقيقة واقعية لا يمكن إنكارها، وهي أن نسبة تمثيل المرأة في ميدان الفلسفة قليلة جدًا مقارنةً مع نسبة تمثيل الرجل، وهذا ما يقتضي التفسير.
انتقل إلى المحتوى القائمة الرئيسية القائمة الرئيسية
جون لوك، على سبيل المثال، دعم حقوق المرأة في التعليم، في حين أن جان جاك روسو في كتابه إميل ركز على دور المرأة كأم وزوجة ودعا إلى تعليم النساء فقط ما يؤهلهن لهذا الدور.
التاريخ والفرد – نبيل ياسين أن تكون مُحافظًا في القرن الواحد والعشرين – مصطفى شلش أن تكون مُحافظًا في القرن الواحد والعشرين – مصطفى شلش
مثل هذه العوائق في الرواية الفلسفية التقليدية حدا أنصار النسوية إلى الانتفاع بأكثر من رواية فلسفية، وعدم الاقتصار على مدرسة معينة اقتصارا ملحوظا عند الفلاسفة من الفئة التقليدية. فقد لوحت إلى ذلك صاحبة مقالة “النسوية التحليلة” في هذه الموسوعة.
ثم قد ألفينا في مثال ليلى أنها في مثالنا في كلتا الحالتين (الحيثيتين) واجهت تحيزا وضيما، ولكن إذا أمعنا النظر، وجدنا أن هذا الضيم كان ناجما عن انتماءها إلى طبقة معينة، وهي طبقة النساء. وهذه هي النواة -في رأينا المتواضع- لفهم التحيز الجنسي نوع من الاضطهاد والضيم.
وغيرها من الجمعيات التي لم تزل وماتزال تقدح النسويةَ بزند جهودها، وتركض حصانَها.
Comments on “The 5-Second Trick For المرأة والفلسفة”